والثانى فى العقبى
، كما قال فى هذه القصة : (لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ
الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى) .
وقيل : الأول
لتحذيرهم قبل إهلاكهم والثانى لتحذير غيرهم [بهم] بعد هلاكهم .
[٥٥] سورة الرحمن
* قوله تعالى : (وَوَضَعَ الْمِيزانَ) : أعاده ثلاث مرات ، فصرّح ولم يضمر ، ليكون كل واحد منها قائما
بنفسه غير محتاج إلى الأول.
وقيل : لأن كل
واحد منها غير الآخر : (الأول) ميزان الدنيا ، و (الثانى) ميزان الآخرة ، و (الثالث)
ميزان العقل. وقيل : نزلت متفرقة فاقتضى الإظهار.
* قوله تعالى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) : فكرر الآية إحدى وثلاثين مرة ثمانية منها ذكرت عقيب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ
الخلق ومعادهم. ثم سبعة منها عقيب آيات فيها ذكر النار وشدائدها على عدد أبواب
جهنم ، وحسن ذكر الآلاء عقيبها ؛ لأن فى صرفها ودفعها نعما توازى النعم المذكورة ،
أو لأنها حلّت بالأعداء ، وذلك يعد من أكبر النعماء.
وبعد هذه السبعة
ثمانية فى وصف الجنان وأهلها على عداد أبواب الجنة وثمانية أخرى بعدها للجنتين اللتين دونهما.
فمن اعتقد
الثمانية الأولى وعمل بموجبها استحق كلتا الثمانيتين من الله ، ووقاه السبعة
السابقة ، والله تعالى أعلم.
__________________