[٥٦] سورة الواقعة
* قوله تعالى : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) (١) فأعاد ذكرها. وكذلك (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) (١) ثم قال : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (١) ؛ لأن التقدير عند بعضهم «والسابقون ما السابقون». فحذف (ما) لدلالة ما قبله عليه. وقيل : تقديره : «أزواجا ثلاثة» : «فأصحاب الميمنة» «وأصحاب المشأمة» «والسابقون» ، ثم ذكر / عقيب كل واحد تعظيما أو تهويلا فقال : (ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) و (ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) و (السَّابِقُونَ) أى هم السابقون. والكلام فيه يطول.
* قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ) (٤) ، (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ) (٥) ، (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) (٦) ، (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) (٧) : بدأ بذكر خلق الإنسان ، ثم بما لا غنى له عنه ، وهو الحبّ الذى منه قوته وقوّته ، ثم الماء الذى منه سوغه وعجنه ، ثم النار التى بها نضجه وصلاحه ، وذكر عقيب كل واحد ما يأتى عليه ويفسده ، فقال فى الأولى : (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) (٨). وفى الثانية : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) (٩) وفى الثالثة (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) (١٠).
ولم يقل فى الرابعة ما يفسدها ، بل قال : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً) (١١) يتعظون بها (وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) (١١) : [أى] (١٣) لمسافرين ينتفعون بها.
[٥٧] سورة الحديد
* قوله تعالى : (سَبَّحَ لِلَّهِ) (١٤) وكذلك [فى] (١٥) الحشر (١٦) والصف (١٧) ثم
__________________
(١) سورة الواقعة الآيات : ٨ ، ٩ ، ١٠ على التوالى.
(٤) سورة الواقعة الآية : ٥٨.
(٥) سورة الواقعة الآية : ٦٣.
(٦) سورة الواقعة الآية : ٦٨.
(٧) سورة الواقعة الآية : ٧١.
(٨) سورة الواقعة (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) الآية : ٦٠.
(٩) سورة الواقعة (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) الآية : ٦٥.
(١٠) سورة الواقعة (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ) الآية : ٧٠.
(١١ ، ١٢) سورة الواقعة (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) الآية : ٧٣.
ولاتصال هذه الآيات بالقدرة الإلهية المطلقة على الإبداع والخلق والتدبير مما ليس فيه للمخلوق مجال ولا رائحة مشاركة ؛ لذا جاء فى جميع الآيات بضمير العظمة [نحن] وفى خلق الإنسان تكرر هذا الضمير ثلاث مرات.
(١٣) ز. فى البصائر ١ / ٤٥٢.
(١٤) سورة الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الآية : ١.
(١٥) ز. فى «البصائر» و «ح».
(١٦) سورة الحشر (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الآية : ١.
(١٧) سورة الصف (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الآية : ١.