النهاية التى أمهلوا إليها ليكون محدودا من الطرفين.
* قوله تعالى : (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ) (١) وبعده (وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) (١).
لا منافاة بينهما ؛ لأن المعنى : قنوط من الصنم (٣) دعّاء لله. وقيل : يئوس قنوط بالقلب دعّاء باللسان. وقيل : الأول فى قوم والثانى في آخرين. وقيل : الدعاء مذكور فى الآيتين وهو لا يسأم من دعاء الخير فى الأول ، وذو دعاء عريض فى الثانى.
* قوله تعالى فى هذه السورة : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ) بزيادة (منا) و (من). وفى هود : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ) (٤) ؛ لأن ما فى هذه السورة بيّن جهة الرحمة وبالكلام حاجة / إلى ذكرها ، وحذف فى هود اكتفاء بما قبله ، وهو قوله : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها) (٥).
وزاد فى هذه السورة (من) لأنه لمّا حدّ الرحمة والجهة الواقعة منها [حدّ] (٦) الطرف الذى بعدها ، ليتشاكلا (٧) فى التحديد (٨).
وفى هود لما أهمل الأول أهمل الثانى.
* قوله تعالى : (أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ) (٩). وفى الأحقاف : (وَكَفَرْتُمْ بِهِ) (١٠) [بالواو] (١١) ؛ لأن معناه فى هذه السورة : كان عاقبة أمركم بعد
__________________
(١) سورة فصلت (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ. وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) الآيتان : ٤٩ ، ٥٠.
(٣) فى الأصلية و «د. م» ٧١ / ب ، «ز ـ ٢» ٤٠ / أ : [الضيم] تصحيفه واضح.
(٤) سورة هود من الآية : ١٠.
(٥) سورة هود (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ. وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) الآيتان : ٩ ، ١٠.
(٦) كذا فى «ح» ٧٣ / أ ، «مد» ١٢٥ / ب والبصائر ١ / ٤١٦ وفى الأصلية : [حذف].
(٧) فى البصائر : [فتشاكلا] ١ / ٤١٦.
(٨) كذا فى «ح» ٧٣ / أ ، «ز ـ ٢» ٤٠ / ب وفى الأصلية والبصائر ١ / ٤١٦ : [التحقيق].
(٩) سورة فصلت (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) الآية : ٥٢.
(١٠) سورة الأحقاف (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الآية : ١٠.
(١١) ز. فى «مد» ١٢٥ / ب.