التوالى ، وهى : (فَما ظَنُّكُمْ [بِرَبِّ الْعالَمِينَ]) (١) الآيات (٢) والخطاب للأوثان تقريبا لمن زعم أنها تأكل وتشرب.
وفى الذاريات متصل بمضمر تقديره : فقربه إليهم فلم يأكلوا فلما رآهم لا يأكلون (قالَ أَلا تَأْكُلُونَ). والخطاب للملائكة. فجاء فى كل سورة ما يلائمها.
[٣٨] سورة «ص»
* قوله تعالى : (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ) (٣) فى هذه السورة بالواو. وفى «ق» : (فَقالَ) (٤) بالفاء ؛ لأن اتصاله بما قبله فى هذه السورة معنوى فحسب وهو أنهم عجبوا من مجىء المنذر ، وقالوا : هذا المنذر ساحر كذاب. واتصاله فى «ق» معنوى ولفظى ، وهو أنهم عجبوا فقالوا : (هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ) فراعى المطابقة بالعجز (٥) والصدر وختم بما بدأ ، وهو النهاية فى البلاغة.
* قوله تعالى : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا) (٦) ، وفى القمر : (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا) (٧) ؛ لأن فى هذه السورة حكاية عن كفار قريش يجيبون محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قرأ (٨) عليهم (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) (٩) فقالوا : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ). ومثله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ) (١٠) ، (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ [عَلى عَبْدِهِ]) (١١). وهو كثير.
وما فى القمر حكاية عن قوم صالح ، وكان يأتى الأنبياء يومئذ صحف مكتوبة ،
__________________
(١) فى الأصلية : [فما ظنكم] وفى «مد» الآية بتمامها.
(٢) الآيات هى : (فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ. فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ. فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ. فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ. فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ) الآيات : ٨٧ ـ ٩١.
(٣) سورة ص من الآية الرابعة منها.
(٤) سورة ق (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ. بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ) الآيتان : ١ ، ٢.
(٥) كذا فى البصائر ١ / ٤٠٠ ، وفى الأصلية : [والعجز] والمعنى أن آخر الآية طابق أولها.
(٦) ص (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) الآية : ٨.
(٧) سورة القمر (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ. سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) الآيتان : ٢٥ ، ٢٦.
(٨) كذا فى البصائر ١ / ٤٠٠ ، وفى الأصلية : [قال فقرأ]. وقد صحّف الناسخ فى كتابة الآية.
(٩) سورة النحل (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) من الآية : ٤٤.
(١٠) أول سورة الكهف.
(١١) أول سورة الفرقان.