* قوله تعالى : (وَيْكَأَنَ) (١) (وَيْكَأَنَّهُ) ليس / بتكرار ؛ لأن كل واحد منهما متصل بغير ما اتصل به الآخر (٢). قال ابن عباس رضى الله عنهما : «وى» : صلة. وإليه ذهب سيبويه فقال : «وى» كلمة يستعملها النادم بإظهار ندامته وهى مفصولة من «كأن».
وقال الأخفش : أصله «ويك». و (أن) بعده منصوب بإضمار العلم : أى : «أعلم أن الله». وقال بعضهم : أصله «ويلك» : وفيه ضعف.
وقال الضحاك : الياء والكاف صلة. وتقديره : «وإن الله». وهذا كلام مزيف.
[٢٩] سورة العنكبوت
* قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) (٣). وفى لقمان : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) (٤) ...
__________________
= الأعراف : ٥٤ ، يونس : ٦٧ ، الرعد : ٣ ، إبراهيم : ٣٣ ، النحل : ١٧ ، الإسراء : ١٢ ، الأنبياء : ٢٠ ، ٣٣ ، الحج : ٦١ ، النور : ٤٤ ، الفرقان : ٤٧ ، ٦٢ ، النمل : ٨٦ ، القصص : ٧٣ ، لقمان : ٢٩ ، فاطر : ١٣ ، يس : ٣٧ ، الزمر : ٥ ، غافر : ٦١ ، الحديد : ٦.
وإذا استقل ذكر الليل فى آية والنهار فى آية تقدمت آية الليل : القصص : ٧١ ، ٧٢ ، النبأ : ١٠ ، ١١ ، الليل : ١ ، ٢. ولما أقسم سبحانه فى سورة الشمس ب (الشَّمْسِ) تقدمت آية النهار على آية الليل ليناسب ذلك القسم فى أول السورة (وَالشَّمْسِ وَضُحاها. وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها. وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها. وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) الآيات : ١ ـ ٤.
أما سورة الضحى فقد استهلت القسم ب (الضُّحى) لأن مقصودها الدلالة على أن أتقى العالمين وأبرهم على الإطلاق صلوات الله وسلامه عليه هو فى عين الرضا على الدوام دنيا وأخرى ، فناسبها القسم ب (الضُّحى) لا ب (اللَّيْلِ) ولا ب (الشَّمْسِ) ولا ب (الْقَمَرَ).
(١) سورة القصص (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) الآية : ٨٢.
(٢) كذا فى «مد» ١٠٤ / أو «د. م» ٥٩ / أو «ز ـ ٢» ٣٤ / أوالبصائر ١ / ٣٥٧ ، وفى الأصلية : [الأول].
يعنى أن (وَيْكَأَنَ) متصل بقوله : (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) و (وَيْكَأَنَّهُ) متصل بقوله تعالى : (لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) فانتفى التكرار.
(٣) العنكبوت (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) الآية : ٨.
(٤) سورة لقمان (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) الآيتان : ١٤ ، ١٥.