صلة الموصول طالت بذكر الفاعل والمفعول والعطف عليه مرة بعد أخرى ، فقدم الجار والمجرور ؛ لأن تأخيره يلتبس (١) وتوسطه ركيك فخص بالتقديم.
* قوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) (٢). وفى حم السجدة : (لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) (٣) ؛ لأن فى هذه السورة تقدم ذكر «الله». وليس فيه ذكر «الرب» وفى «حم (٤) السجدة» تقدم ذكر رب العالمين سابقا (٥) على ذكر لفظ «الله» ، فصرح فى هذه السورة بذكر «الله» وهناك بذكر الرب لإضافته إلى [العالمين] (٦) وهم من جملتهم فقالوا : إما اعتقادا وإما استهزاء (لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) فأضافوا الرب إليهم.
* قوله تعالى : (وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (٧). وفى سبأ : (وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٨) : كلاهما (٩) من وصف الله سبحانه وخص كل سورة بما وافق فواصل الآى فيهما.
* قوله تعالى : (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (١٠) بالألف واللام ، وبعده : (فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (١١) ؛ لأن «الأول» لقوم صالح ، فعرّفهم بالألف واللام بدليل قوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ). و «الثانى» نكرة وقبله : (قُرُوناً آخَرِينَ) (١٢). فكانوا منكّرين (١٣) ، ولم يكن معهم قرينة عرفوا بها فخصهم بالنكرة.
__________________
(١) كذا فى البصائر ١ / ٣٣١ ، وفى الأصلية : [ملتبس].
(٢) سورة المؤمنون من الآية : ٢٤.
(٣) سورة فصلت (إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) الآية : ١٤.
(٤) زيادة يقتضيها السياق حتى لا يلتبس الكلام بسورة السجدة.
(٥) سورة فصلت الآية التاسعة.
(٦) ز. فى البصائر ١ / ٣٣١.
(٧) سورة المؤمنون (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) الآية : ٥١.
(٨) سورة سبأ من الآية : ١١.
(٩) يعنى لفظ [عليم] فى المؤمنون و [بصير] فى سورة سبأ.
(١٠) سورة المؤمنون (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الآية : ٤١.
(١١) سورة المؤمنون (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) الآية : ٤٤.
(١٢) سورة المؤمنون (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ) الآية : ٤٢.
(١٣) كذا فى «د. م» ٥٤ / أ ، «ز ـ ٢» ٣١ / أ ، والبصائر ١ / ٣٣١ ، وفى الأصلية : [منكورين].