فإنه خبر وقع بين خبرين. ولم يتقدم فى لقمان ذكر الشيطان فأكد ذكر الله عزوجل وأهمل ذكر الشيطان. وهذه دقيقة.
[٢٣] سورة المؤمنون
* قوله تعالى : (لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) (١) : بالجمع ، (وَمِنْها) بالواو. وفى الزخرف : (فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ) : على الواحدة ، (مِنْها تَأْكُلُونَ) (٢) : بغير واو. راعى فى السورتين لفظ الجنة ، وكانت فى هذه السورة جنات بالجمع. فقال : (فَواكِهُ) بالجمع. وفى الزخرف : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ) بلفظ الواحدة ، وإن كانت هذه جنة الخلد لكن راعى اللفظ فقال : (فِيها فاكِهَةٌ).
وقال فى هذه السورة : (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) بزيادة الواو ؛ لأن تقدير الآية منها تدخرون ومنها تأكلون ومنها تبيعون ومنها [وليست] (٣) كذلك فاكهة الجنة فإنها للأكل فحسب فلذلك قال : (مِنْها تَأْكُلُونَ) ووافق هذه السورة ما بعدها أيضا وهو قوله : (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) (٤) : فهذا للقرآن معجزة وبرهان.
* قوله تعالى : (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا) (٥). وبعده : (وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ) (٥) فقدم من قومه فى الثانية. وفى الأولى أخّر (٧) ؛ لأن صلة الذين فى الأولى اقتصرت على الفعل وضمير الفاعل (٨) ثم ذكر بعده الجار والمجرور ، [ثم ذكر المفعول وهو المقول] (٩) ، وليس كذلك الأخرى. فإن
__________________
(١) سورة المؤمنون من الآية : ١٩.
(٢) سورة الزخرف : (لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ) الآية : ٧٣.
(٣) كذا فى البصائر : ٣٣٠ ، وفى الأصلية [وليس].
(٤) سورة المؤمنون (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) الآية : ٢١.
(٥) سورة المؤمنون من الآيتين : ٢٤ ، ٣٣ على التوالى.
(٧) كذا فى «د. م» ٥٣ / ب ، «ز ـ ٢» ٣٠ / ب ، وفى الأصلية : [وأخر فى الأخرى] ، وفى البصائر : [وأخر الأولى].
(٨) كذا فى «ح» ٥٤ / ب ، «د. م» ٥٣ / ب ، «ز ـ ٢» ٣٠ / ب ، والبصائر ١ / ٣٣١ ، وفى الأصلية : [فعل وضمير الفاعلين].
(٩) ما بين المعقوفين فى النسخ «ح» ٥٤ / ب ، «د. م» ٥٣ / ب ، «ز ـ ٢» ٣٠ / ب ، والبصائر ١ / ٣٣١ ، وفى الأصلية : [فعل وضمير الفاعلين].