(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) (١) ، والأنبياء والمؤمنون مأمورون بالتقوى. ثم قال : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ) أى ظهر منهم التقطع بعد هذا القول والمراد أممهم.
* قوله تعالى : (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها) (٢). وفى التحريم : (فَنَفَخْنا فِيهِ) (٣) ؛ لأن المقصود فى هذه السورة ذكرها. وما آل إليه أمرها حتى ظهر منها ابنها ، فصارت هى وابنها الآية ، وذلك لا يكون إلا بالنفخ فى جملتها وبحملها. والاستمرار على ذلك إلى يوم ولادتها (٤) فلهذا اختصت هذه السور بالتأنيث.
وما فى التحريم مقصود على ذكر إحصانها ، وتصديقها بكلمات ربها ، وكان النفخ أصاب فرجها وهو مذكر. والمراد به فرج الجيب أو غيره. فخصت السورة بالتذكير ، والله أعلم.
[٢٢] سورة الحج
* قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَوْنَها) (٥) ، وبعده : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) (٥). محمول على أنها للمخاطب كما سبق فى قوله : (وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ) (٧).
* قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) (٨) فى هذه السورة ، وفى لقمان وغيرها (٩) : (كِتابٍ مُنِيرٍ) (١٠) ؛ لأن ما فى هذه السورة وافق ما قبلها من الآيات وهى : (قَدِيرٌ) (١١) و (الْقُبُورِ) (١١) ، وكذلك فى لقمان وافق ما قبلها وما بعدها (الْحَمِيرِ) (١٣) (السَّعِيرِ) (١٣) (الْأُمُورِ) (١٣).
__________________
(١) سورة المؤمنون (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) الآية : ٥١.
(٢) سورة الأنبياء (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) الآية : ٩١.
(٣) سورة التحريم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) الآية : ١٢.
(٤) أى إلى يوم وضعت عيسى عليهالسلام.
(٥) سورة الحج (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) الآية : ٢.
(٧) فى الأصلية ذكر الناسخ آية سورة فاطر (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ) ، والمصنف إنما يقصد آية سورة النحل التى سبق الكلام عليها ص : ٢١٨.
(٨) سورة الحج الآية : الثامنة بتمامها.
(٩) لم تنكّر الآية إلا فى هذين الموضعين. وعلى ذلك يكون لفظ : [وغيرها] زيادة من الناسخ.
(١٠) سورة لقمان من الآية : ٢٠ وتضمنت الآية : الثامنة من سورة الحج.
(١١ ، ١٢) سورة الحج رأس الآيتين : السادسة والسابعة.
(١٣ ـ ١٥) سورة لقمان رءوس الآيات : ١٩ ، ٢١ ، ٢٢. ونحن لا نقبل أى تعليل مبنى على مراعاة الفواصل.