رُسُلاً) وهما بمعنى الماضى (١) لا غير ، فبنى على ذلك (أُرْسِلَ) بلفظ الماضى ليكون الكل على ما يقتضى (٢) اللفظ الذى خصّ به.
* قوله تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً) (٣) فى هذه السورة بغير واو ، وفي المؤمنون (٤) وهود (٥) (وَلَقَدْ) بالواو ؛ لأنه لم يتقدم في هذه السورة ذكر رسول ، فيكون هذا عطفا عليه ، بل هو استئناف كلام. وفي هود تقدم ذكر الرسل (٦) مرات. وفي «المؤمنون» تقدم ذكر نوح ضمنا لقوله : (وَعَلَى الْفُلْكِ) (٧) لأنه أول من صنع الفلك فعطف ما في السورتين بالواو.
* قوله تعالى : (أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ) (٨) بالفاء في هذه السورة. وكذلك فى المؤمنون في قصة نوح (فَقالَ) (٩). وفي هود في قصة / نوح (إِنِّي لَكُمْ) (١٠) بغير قال (١١). وفي هذه السورة في قصة عاد : (قالَ) بغير فاء (١٢) ؛ لأن إثبات الفاء هو الأصل وتقديره : «أرسلنا نوحا فجاء فقال». فكان ما في هذه السورة والمؤمنون على ما يوجبه اللفظ.
وأما ما في هود فالتقدير : «فقال إنى» فأضمر (قال) وأضمر معه الفاء وهذا كما
__________________
(١) قوله : [وهما بمعنى الماضى لا غير] فيه تأمل إلا أن يقال بقطع النظر عن الإضافة ، حاشية في «ح» ٢٤ / ب.
(٢) فى «د. م» ٢٤ / أ : [مقتضى] وتصح القراءة بهما.
(٣) سورة الأعراف (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الآية : ٥٩. تكلم المصنف هنا على إثبات الواو وحذفها قبل لفظ [لقد].
(٤) المؤمنون (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) الآية : ٢٣.
(٥) سورة هود (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) الآيتان : ٢٥ ، ٢٦.
(٦) لما تقدم في سورة هود بيان حال من ظلم وصدّ عن سبيل الله تعالى من التكذيب والتعدى بالقول على النبيين ، وأنه صلوات الله وسلامه عليه ، ما دعاهم إلا على بينة من ربه وجاءهم بكتاب الله تعالى يتلى عليهم ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة : عطف بقصة نوح لبيان ما فيها من المقاصد الموافقة لما تقدم فقال : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ).
(٧) سورة المؤمنون (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) من الآية : ٢٢.
(٨) سورة الأعراف من الآية : ٥٩.
(٩) سورة المؤمنون الآية : ١٣.
(١٠) سورة هود (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) الآية : ٢٥.
(١١) هذا ما يقتضيه السياق ، وفي الأصلية : [بغير فاء].
(١٢) سورة هود (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) الآية : ٥٠.