وقوله : (ذلِكُمْ لَآياتٍ) فى هذه السورة فحسب لحضور الجماعات وظهور الآيات / عمم (١) الخطاب وجمع الآيات.
* قوله تعالى : (أَنْشَأَكُمْ) (٢) [فى هذه السورة] (٣) وفي غيرها (خَلَقَكُمْ) (٤) ؛ لموافقة ما قبلها وهو : (وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ) (٥) ، وما بعدها : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ) (٦).
* قوله تعالى : (مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) (٧) ، [وفي الآية الأخرى : (مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) (٨)] (٩) ؛ لأن أكثر ما جاء في القرآن من هاتين الكلمتين جاء بلفظ التشابه نحو قوله : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) (١٠) و (إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا) (١٠) و (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) (١٠) و (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) (١٣) فجاء [مشتبها و] (١٤) (غَيْرَ مُتَشابِهٍ) فى الآية الأولى و (مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) فى الآية الأخرى على تلك القاعدة.
__________________
كذلك ينقل من الموت إلى الحياة ومن القبر إلى المحشر ومنه إلى إحدى الدارين ؛ لأن الاستيداع في الدنيا والمستقر في العقبى كما نقل في التفاسير ، فنطقت تلك الأحوال الحادثة لمن يفهمها ويفطن لها ويستدل بشاهدها على مغيّبها أنّ بعد الموت بعثا وحشرا وثوابا وعقابا ، وهذا مما يفطن له ف [يفقهون] أولى به.
وأما قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) بعد ما عدّد نعمه على خلقه وما وسّعه من رزقه من الحبّ المعدّ للأقوات ومن ضروب الأشجار وصنوف الثمار ، وكان هذا مستدعيا للإيمان به المشتمل على شكر نعمته والقيام بما فرض من طاعته وأوجب من عبادته ، كانت الآيات في ذلك معرضة لمن آمن بالله فلذلك قال في الأخير : (إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)].
درة التنزيل ١٠٧ ، ١٠٨ ، الطبعة القديمة وط بيروت ١٢٦ ، ١٢٧.
(١) كذا في «ح» ٢٠ / ب ، وفي الأصلية [عم] والأول أليق.
(٢) سورة الأنعام الآية : ٩٨.
(٣) زيادة يقتضيها السياق.
(٤) قوله تعالى : (خَلَقَكُمْ) ذكر في آيات كثيرة منها : البقرة : ٢١ ، النساء : ١ ، الأنعام : ٢ ، الأعراف : ١٨٩ ، النحل : ٧٠ ، الشعراء : ١٨٤.
(٥) سورة الأنعام (فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) من الآية : ٦.
(٦) سورة الأنعام (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) من الآية : ١٤١.
(٧) سورة الأنعام الآية : ٩٩.
(٨) سورة الأنعام الآية ١٤١ انظر : الحاشية رقم ٦.
(٩) ما بين الحاصرتين زيادة في البصائر ١ / ١٩٦.
(١٠ ـ ١٢) سورة البقرة من الآيات ٢٥ ، ٧٠ ، ١١٨ على التوالى.
(١٣) سورة آل عمران من الآية : ٧.
(١٤) ز. فى البصائر ١ / ١٩٦.