واحد (١).
* قوله تعالى : (ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) (٢). فى هذه السورة. وفى غيرها : (وَمَأْواهُمُ) (٣) ؛ لأن ما قبلها فى هذه السورة (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ. مَتاعٌ قَلِيلٌ) أى ذلك متاع فى الدنيا قليل. والقليل يدل على تراخ وإن صغر وقلّ.
و (ثُمَ) للتراخى. فكان موافقا له ، والله أعلم.
[٤] سورة النساء
* قوله تعالى : (وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) (٤) ليس غيره (٥) : أى عليم بالمضارة ، حليم عن المضار.
* قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٦) بالواو وفى براءة (٧) (ذلِكَ) بغير واو (٨) ؛ لأن الجملة إذا وقعت بعد جملة أجنبية لا تحسن إلا بحرف العطف. وإن كان فى الجملة الثانية ما يعود إلى الجملة الأولى حسن إثبات حرف العطف ، وحسن الحذف
__________________
(١) قلت : ويضاف إلى ما ذكره المصنف عن آية فاطر : أنها سورة مكية وكان تكذيب المشركين فى مكة أشد فاحتاجوا إلى التأكيد على ما جاء به الرسل من البينات والزبر والكتاب ، فكان إلحاق الباءات بها أليق لتكون الحجة عليهم أبلغ. وسورة آل عمران مدنية ، وقد تم النصر للمؤمنين على المشركين فى بدر ، ومسّ المؤمنين ما مسهم فى أحد فجاء الإخبار عما جاءت به الرسل جميعا بباء واحدة ولم يحتج إلى التأكيد.
(٢) سورة آل عمران (مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) الآية : ١٩٧.
(٣) إن كان يقصد المصنف : (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) فقد جاءت فى أربع آيات [التوبة : ٧٣ ، ٩٥ ، الرعد : ١٨ ، التحريم ٩] ، وإن كان القصد (وَمَأْواهُمْ) : أضيف إلى المواضع السابقة قوله : (وَمَأْواهُمُ النَّارُ) وذلك فى موضعين آل عمران : ١٥١ ، النور : ٥٧.
ولفظ : [مأوى] إن اتصل بأى ضمير فى القرآن الكريم فالمأوى جهنم أو النار. وقد جاء متصلا بضمير المفرد الغائب ، وجمع الغائب ، وضمير المخاطبين.
(٤) سورة النساء (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) من الآية : ١٢.
(٥) لم ينزل (وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) فى القرآن الكريم إلا فى هذه الآية : ففي سورة الحج (وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) من الآية : ٥٩ ، وفى سورة الأحزاب (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) من الآية : ٥١.
فتأمل قوة استحضار المصنف رحمهالله تعالى لجميع آى الذكر الحكيم.
(٦) سورة النساء (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الآية : ١٣.
(٧) سورة براءة (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الآية : ٨٩.
وجاء بعدها فى الآية : ١٠٠ من السورة : (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
(٨) جاء فى التنزيل : (وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فى التوبة : ١١١ ، وغافر : ٩. وبدون واو (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فى التوبة : ٧٢ ، يونس : ٦٤ ، الدخان : ٥٧ ، الحديد : ١٢ ، ومجموعهما معا ٦ مرات.