موافقة لقوله : (وَمَنْ كَفَرَ) (١) ، فإن القياس فيه أيضا (كفر به) وقوله : (تَبْغُونَها عِوَجاً) فى هذه السورة حال ، والواو لا يزاد مع الفعل إذا وقع حالا نحو قوله : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) (٢) ، و (دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ) (٣) وغير ذلك. وفى الأعراف عطف على الحال. والحال قوله : (تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ) عطف عليه ، وكذلك : (وَتَبْغُونَها عِوَجاً).
* قوله تعالى : (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (٤) فى هذه السورة بإثبات (لكم) وتأخير (به) وحذف (إِنَّ اللهَ). وفى الأنفال (٥) بحذف (لكم) وتقديم (به) وإثبات (إِنَّ اللهَ) ؛ لأن البشرى [هنا] (٦) للمخاطبين : فبيّن وقال : (لَكُمْ). وفى الأنفال قد تقدم (لَكُمْ) فى قوله : (فَاسْتَجابَ لَكُمْ) (٧) ، فاكتفى بذلك.
وقدّم (قُلُوبُكُمْ) [هنا] (٨) ، وأخّر (به) ازدواجا بين المخاطبين (٩) فقال : (إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) وحذف : (إِنَّ [اللهَ]) (١٠) فى هذه السورة لأن ما فى الأنفال قصة بدر وهى سابقة على ما فى هذه السورة فإنها فى قصة «أحد» (١١). فأخبر هناك (١٢) (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فاستقر الخبر. وجعله فى هذه السورة صفة لأن الخبر قد سبق.
* قوله تعالى : (وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (١٣) بزيادة الواو هاهنا. وفى العنكبوت بغير واو (١٤) ؛ لأن الاتصال فى هذه السورة بما قبلها أكثر من غيرها وتقديره : ونعم أجر العاملين
__________________
(١) سورة آل عمران (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) من الآية : ٩٧.
(٢) سورة المدثر الآية : ٦.
(٣) سورة سبأ (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) من الآية : ١٤.
(٤) سورة آل عمران من الآية : ١٢٦.
(٥) سورة الأنفال (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الآية : ١٠.
(٦) زيادة فى «ز ـ ٢».
(٧) سورة الأنفال (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) الآية : ٩.
(٨) زيادة فى «ز ـ ٢».
(٩) كذا فى البصائر ١ / ١٦٦ وفى الأصلية : [الخطابين].
(١٠) ز. فى البصائر ١ / ١٦٦.
(١١) غزوة أحد فى السنة الثالثة ، وبدر فى الثانية للهجرة.
(١٢) يعنى فى آية الأنفال.
(١٣) آل عمران (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) الآية : ١٣٦.
(١٤) سورة العنكبوت (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) الآية : ٥٨.