البقرة : (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (١) ؛ لأن ما فى هذه السورة جاء على الأصل ولم يكن فيها ما أوجب إدخال نون التأكيد فى الكلمة. بخلاف سورة البقرة فإن فيها فى أول القصة : (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها) (٢) بنون التأكيد فأوجب الازدواج إدخال النون فى الكلمة فيصير التقدير : «فلنولينك قبلة ترضاها فلا تكونن من الممترين». والخطاب فى الآيتين للنبى صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد غيره.
/ * قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) (٣) فى هذه السورة. وفى البقرة : (قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى) (٤) ؛ لأن الهدى فى هذه السورة [هو] (٥) الدين ، وقد تقدم (٦) فى قوله : (لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) ، وهدى الله الإسلام فكأنه قال بعد قولهم : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) : قل إن الدين عند الله الإسلام كما سبق [فى] (٧) أول السورة.
والذى فى البقرة معناه : القبلة ؛ لأن الآية نزلت فى تحويل القبلة ، وتقديره : قل إن قبلة الله هى الكعبة (٨).
* قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً) (٩) ، ليس فى هذه السورة (به) ولا (واو) العطف وفى الأعراف : (مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها عِوَجاً) (١٠) بزيادة (به) و (واو) العطف ؛ لأن القياس (به) فى (آمَنَ بِهِ) كما فى الأعراف لكنها حذفت فى هذه السورة
__________________
(١) سورة البقرة (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) الآية : ١٤٧.
(٢) كذا فى البصائر ١ / ١٦٤ ، وفى الأصلية (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ) من سورة البقرة (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها) من الآية : ١٤٤.
(٣) آل عمران (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) الآية : ٧٣.
(٤) سورة البقرة (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) الآية : ١٢٠.
(٥) ز. فى البصائر ١ / ١٦٥.
(٦) كذا فى البصائر ١ / ٦٥. وفى الأصلية : [تقدمه].
(٧) ز. فى البصائر ١ / ١٦٥.
(٨) قال الإمام السيوطى بخصوص هذه الآية الكريمة : [قوله : (إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى) ، وفى آل عمران (إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) لأن الهدى فى البقرة المراد به : تحويل القبلة ، وفى آل عمران المراد به : «الدين» لتقدم قوله تعالى : (لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) وهنا دين الإسلام] الإتقان ١ / ١٣٣ ، ومعترك الأقران القسم الأول ص ١٢٠ ، والعبارة للإتقان.
(٩) سورة آل عمران (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) الآية : ٩٩.
(١٠) سورة الأعراف (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) الآية : ٨٦.