لفظا ، وذه ب جماعة من المفسرين (١) إلى أن قوله : (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) (٢) هى هذه الحروف الواقعة فى أوائل السور ، فهى أيضا من المتشابه (٣) لفظا ومعنى. والموجب لذكره أول (البقرة) من القسم وغيره ، هو بعينه الموجب لذكره فى أوائل السور المبدوءة به.
وزاد فى الأعراف «صادا» لما جاء بعده (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) (٤) ؛ ولهذا قال بعض المفسرين : (المص). (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) ، وقيل : معناه «المصور».
وزاد فى الرعد «راء» لقوله بعده : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ) (٥).
* قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ) الآية (٦) ، وفى يس (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ) (٧) بزيادة «واو» ؛ لأن ما فى البقرة جملة هى خبر عن اسم إن / ، وما فى يس جملة عطفت بالواو على جملة (٨).
* قوله تعالى : (آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) (٩) ليس فى القرآن غيره. [و]. (١٠) تكرار العامل مع حرف العطف لا يكون إلا للتأكيد. وهذا حكاية كلام المنافقين ، وهم أكدوا كلامهم نفيا للريبة وإبعادا للتهمة ، فكانوا فى ذلك كما قيل : «كاد المريب [أن] (١١) يقول خذونى» فنفى الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ فقال : (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ). ويكثر ذلك مع النفى ، وقد جاء فى القرآن فى موضعين : فى «النساء» : (وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) (١٢) ، وفى «التوبة» : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) (١٣).
* قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) (١٤) : ليس فى القرآن غيره : لأن
__________________
(١) ذكر المصنف أقوالهم فى تفسيره المسمى [لباب التفاسير] وجه ٣ / أ.
(٢) من الآية السابعة فى سورة آل عمران.
(٣) فى «ح» : فهن إذن من المتشابهات ... الخ. وفى «مد» ٤ / أ : [المتشابهات].
(٤) سورة الأعراف (المص. كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) الآيتان ١ ، ٢.
(٥) سورة الرعد (المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ. اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) الآيتان ١ ، ٢.
(٦) سورة البقرة (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) الآية : ٦.
(٧) سورة يس من الآية : ١٠.
(٨) كذا فى البصائر ١ / ١٣٩. وهو الأولى. وفى الأصلية : [الجملة].
(٩) سورة البقرة (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) الآية : ٨.
(١٠) زيادة فى البصائر وهو أليق.
(١١) زيادة فى كل من : «ح» ٣ / ب والبصائر ١ / ١٣٩. وفى «مد» [بأن].
(١٢) سورة النساء من الآية : ٣٨.
(١٣) سورة التوبة من الآية : ٢٩.
(١٤) سورة البقرة من الآية : ٢١.