وقال الخليل في مهمما : هي (ما) أدخلت معها (ما) لغوا كما أدخلت مع (متى) لغوا ، تقول : متى تأتني آتك ، ومتى ما تأتني آتك. وكما أدخلت مع (ما) أيّ لغوا ، كقوله : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠] أي أيّا تدعوا.
قال : ولكنهم استقبحوا أن يكرروا لفظا واحدا فيقولوا : (ما ، ما) فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى.
هذا قول الخليل.
وقال سيبويه : وقد يجوز أن تكون (مه) ضم إليها (ما).
ما ومن
ما ومن ، أصلهما واحد ، فجعلت من للناس ، وما لغير الناس. نقول : من مرّ بك من القوم؟ وما مرّ بك من الإبل؟.
وقال أبو عبيدة في قوله تعالى (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣)) [الليل : ٣] : أي ومن خلق الذّكر والأنثى. وكذلك قوله تعالى : (وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨)) [الشمس : ٦ ، ٨] هي عنده في هذه المواضع بمعنى «من».
وقال أبو عمرو : هي بمعنى (الذي). قال : وأهل مكة يقولون إذا سمعوا صوت الرعد : سبحان ما سبّحت له.
وقال الفرّاء : هو : وخلقه الذّكر والأنثى ، وذكر أنها في قراءة عبد الله والذكر والأنثى.
كاد
كاد : بمعنى همّ ولم يفعل. ولا يقال : يكاد أن يفعل ، إنما يقال : كاد يفعل ، قال الله تعالى : (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) [البقرة : ٧١].
وقد جاءت في الشعر ، قال الشاعر (١) :
__________________
(١) الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٧٢ ، والدرر ٢ / ١٤٢ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٩٩ ، وشرح المفصل ٧ / ١٢١ ، والكتاب ٣ / ١٦٠ ، ولسان العرب (كود) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢١٥ ، وتاج العروس (كود) ، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٤١٩ ، وأسرار العربية ص ٥ ، وتخليص الشواهد ص ٣٢٩ ، ولسان العرب (مصح) ، والمقتضب ٣ / ٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٣٠ ، وديوان الأدب ٢ / ١٩٨.