٣٤
الوقف والابتداء
الوقف على ثلاثة أوجه : تام ، وحسن ، وقبيح.
فالتام : الذى يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ، ولا يكون بعده ما يتعلق به. كقوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، وقوله : (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ).
والحسن : هو الذى يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كقوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله.
والقبيح : هو الذى ليس بتام ولا حسن ، كالوقف على (بِسْمِ) من قوله : (بِسْمِ اللهِ).
ولا يتم الوقف على المضاف دون المضاف إليه ، ولا المنعوت دون نعته ، ولا الرافع دون مرفوعه وعكسه ، ولا الناصب دون منصوبه وعكسه ، ولا المؤكد دون توكيده ، ولا المعطوف دون المعطوف عليه ، ولا البدل دون مبدله ، ولا ، إن ، أو كان ، أو ظن وأخواتها ، دون اسمها ، ولا اسمها دون خبرها ، ولا المستثنى منه دون الاستثناء ، ولا الموصول دون صلته ، واسميا أو حرفيا ، ولا الفعل دون مصدره ، ولا الحرف دون متعلقه ، ولا شرط دون جزائه.
وقيل : الوقف ينقسم إلى أربعة أقسام : تام مختار ، وكاف جائز ، وحسن مفهوم ، وقبيح متروك.
فالتام : هو الذى لا يتعلق بشيء مما بعده فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ، وأكثر ما يوجد عند رءوس الآى غالبا كقوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). وقد يوجد فى أثنائها ، كقوله : (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً) هنا التمام ، لأنه انقضى كلام بلقيس ، ثم قال تعالى : (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) ، وكذلك : (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي) هنا التمام ، لأنه انقضى ، ثم قال تعالى : (وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً). وقد يوجد بعدها كقوله : (مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ) ، هنا التمام ، لأنه معطوف على المعنى : أى بالصبح وبالليل ، ومثله : يتكئون ، وزخرفا ، رأس