٢٤
ترتيب الآيات
والإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توفيقى لا شبهة فى ذلك.
أما الإجماع فنقله غير واحد ، وقالوا : ترتيب الآيات فى سورها واقع بتوقيفه صلىاللهعليهوسلم ، وأمره من غير خلاف فى هذا بين المسلمين.
وأما النصوص ، فمنها حديث زيد : «كنا عند النبى ، صلىاللهعليهوسلم ، نؤلف القرآن من الرقاع»
ومنها قول ابن عباس : قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال ، وهى من المثانى ، وإلى براءة ، وهى من المئين ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ووضعتموهما فى السبع الطوال؟ فقال ـ عثمان : كان رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، تنزل عليه السورة ذات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : ضعوا هؤلاء الآيات فى السورة التى يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة ، وكانت براءة آخر القرآن نزولا ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، فظننت أنها منها ، فقبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ووضعتها فى السبع الطوال.
ومنها : قول عثمان بن أبى العاص : كنت جالسا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ شخص ببصره ثم صوّبه ثم قال : أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) إلى آخرها.
ومنها : قول ابن الزبير : قلت لعثمان : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً) قد نسختها الآية الأخرى ، فلم تكتبها أو تدعها؟ قال : يا بن أخى ، لا أغير شيئا منه من مكانه.