قال : أحدثكم ما حدثنا به رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : «إنى جاورت بحراء ، فلما قضيت جوارى نزلت فاستبطنت الوادى ، فنظرت أمامى وخلفى وعن يمينى وشمالى ، ثم نظرت إلى السماء فإذا هو يعنى جبريل فأخذتنى رجفة ، فأتيت خديجة فأمرتهم فدثرونى ، فأنزل الله (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ)».
القول الثالث : سورة الفاتحة. فقد ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت : (اقرأ) وأكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت ، فاتحة الكتاب.
وقال ابن حجر : والذى ذهب إليه أكثر الأئمة هو الأول.
وعن عمرو بن شرحبيل : «أن رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، قال الخديجة : إنى إذا خلوت وحدى سمعت نداء ، فقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا ، فقالت : معاذ الله ، ما كان الله ليفعل بك ، فو الله إنك لتؤدى الأمانة ، وتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، فلما دخل أبو بكر ذكرت. خديجة حديثه له ، وقالت : اذهب مع محمّد إلى ورقة ، فانطلقا فقصا عليه ، فقال : إذا خلوت وحدى سمعت نداء خلفى ، يا محمّد يا محمّد ، فأنطلق هاربا فى الأفق ، فقال : لا تفعل إذا أتاك ، فاثبت حتى تسمع ما يقول ، ثم ائتنى فأخبرنى ، فلما خلا ناداه ، يا محمّد قل : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) حتى بلغ : (وَلَا الضَّالِّينَ)»
القول الرابع : عن عكرمة والحسن ، قالا : أول ما نزل من القرآن ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وأول سورة : (اقرأ باسم ربك).
وعن ابن عباس ، قال : أول ما نزل جبريل على النبى ، صلىاللهعليهوسلم ، قال : يا محمّد ، استعذ ثم قل : بسم الله الرحمن الرحيم.
وعن عائشة قالت : إن أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام.
والمراد سورة المدثر ، فإنه أول ما نزل بعد فترة الوحى ، وفى آخرها ذكر الجنة والنار ، فلعل آخرها قبل نزول بقية (اقرأ).