٨
أول ما نزل
اختلف فى أول ما نزل من القرآن على أقوال.
القول الأول : هو الصحيح : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) فعن عائشة قالت ، «أول ما بدئ به رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الوحى الرؤيا الصادقة فى النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يأتى حراء فيتحنث فيه الليالى ذوات العدد ، ويتزوّد لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة ، رضى الله عنها ، فتزوده لمثلها ، حتى فجأه الحق وهو فى غار حراء ، فجاءه الملك فيه ، فقال : اقرأ ، قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى ، فقال : اقرأ ، قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : ما أنا بقارئ ، فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى ، فقال : اقرأ ، فقلت ، ما أنا بقارئ ، فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى ، فقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) حتى بلغ (ما لَمْ يَعْلَمْ) فرجع بها رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، ترجف بوادره».
وعن عائشة قالت : أول سورة نزلت من القرآن : (اقرأ باسم ربك).
وعن أبى رجاء العطاردى ، قال : كان أبو موسى يقرئنا فيجلسنا حلقا ، عليه ثوبان أبيضان ، فإذا تلا هذه السورة : (اقرأ باسم ربك الذى خلق) قال : هذه أول سورة أنزلت على محمّد صلىاللهعليهوسلم.
وعن مجاهد قال : إن أول ما نزل من القرآن : (اقرأ باسم ربك) و (نون والقلم).
القول الثانى : (يا أيها المدثر).
عن أبى سلمة بن عبد الرحمن ، قال : سألت جابر بن عبد الله : أىّ القرآن أنزل قبل؟ قال : (يا أيها المدثر) قلت : أو (اقرأ باسم ربك)؟