وشرط الالتفات أن يكون الضمير فى المنتقل إليه عائدا فى نفس الأمر إلى المنتقل عنه ، ولا يلزم عليه أن يكون فى (أنت صديقى) التفات. وشرطه أيضا أن يكون فى جملتين ، وإلا يلزم عليه أن يكون نوعا غريبا.
ومن الالتفات : بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلمه كقوله : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) بعد (أَنْعَمْتَ) فإن المعنى : غير الذين غضبت عليهم.
ومنه : أن يقدم المتكلم فى كلامه مذكورين مرتبين ، ثم يخبر عن الأول منهما ، وينصرف عن الإخبار عنه إلى الإخبار عن الثانى ، ثم يعود إلى الإخبار عن الأول كقوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ. وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) انصرف عن الإخبار عن الإنسان إلى الإخبار عن ربه تعالى ، ثم قال منصرفا عن الإخبار عن ربه تعالى إلى الإخبار عن الإنسان : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ).
ويقرب من الالتفات نقل الكلام من خطاب الواحد أو الاثنين أو الجمع لخطاب الآخر.
مثاله من الواحد إلى الاثنين : (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ).
وإلى الجمع : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ).
ومن الاثنين إلى الواحد : (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى).
وإلى الجمع : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً).
ومن الجمع إلى الواحد : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ).
وإلى الاثنين : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ) إلى قوله : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
ويقرب منه أيضا الانتقال من الماضى أو المضارع أو الأمر وإلى آخر.
مثاله من الماضى إلى المضارع : (أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ).
وإلى الأمر : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ).
ومن المضارع إلى الماضى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ).