ووصل وقت الصبح ، إلى من هو خارج المدينة ، وهو بنو عمرو بن عوف ، أهل قباء ، وقوله : قد أنزل عليه الليلة ، مجاز ، من إطلاق الليلة على بعض اليوم الماضى والذى يليه.
ويؤيد هذا ما أخرجه النسائى عن أبى سعيد بن المعلى ، قال : مررنا يوما ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قاعد على المنبر ، فقلت : لقد حدث أمر ، فجلست ، فقرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، هذه الآية : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) حتى فرغ منها ، ثم نزل فصلّى الظهر.
ومنها : أواخر آل عمران.
عن عائشة : أن بلالا أتى النبى ، صلىاللهعليهوسلم ، يؤذنه لصلاة الصحيح ، فوجده يبكى ، فقال : يا رسول الله ، ما يبكيك؟ قال : «وما يمنعنى أن أبكى وقد أنزل علىّ هذه الليلة : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) ، ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر».
ومنها : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).
عن عائشة قالت : كان النبى ، صلىاللهعليهوسلم ، يحرس حتى نزلت ، فأخرج رأسه من القبة ، فقال : أيها الناس ، انصرفوا فقد عصمنى الله.
وعن عصمة بن مالك الخطمى ، قال : كنا نحرس رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، بالليل حتى نزلت ، فترك الحرس.
ومنها : سورة الأنعام.
عن ابن عباس قال : نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة ومنها : آية (الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) ، ففي الصحيحين من حديث كعب : فأنزل الله توبتنا حين بقى الثلث الأخير من الليل.
ومنها : سورة مريم.
عن أبى مريم الغسانى قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : ولدت لى الليلة جارية ، فقال : «والليلة نزلت علىّ سورة مريم ، سمها مريم».