وكان أقوياء أصحاب رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، يقرءون القرآن فى سبع ، وبعضهم فى شهر ، وبعضهم فى شهرين ، وبعضهم فى أكثر من ذلك.
ويستحب الوضوء لقراءة القرآن لأنه أفضل الأذكار ، وقد كان صلىاللهعليهوسلم يكره أن يذكر الله إلا على طهر.
ولا تكره القراءة للمحدث ، لأنه صح أن النبى صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ مع الحدث.
وأما الجنب والحائض فتحرم عليهما القراءة ، نعم يجوز لهما النظر فى المصحف وإمراره على القلب.
وأما متنجس الفم فتكره له القراءة.
وقيل : تحرم ، كمس المصحف باليد النجسة.
ويسن التعوذ قبل القراءة ، قال تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) أى أردت قراءته ، والمختار عند أئمة القراءة الجهر بها ، لأن الجهر بالتعوذ إظهار شعار القراءة كالجهر بالتلبية وتكبيرات العيد. ومن فوائده أن السامع ينصف للقراء من أولها لا يفوت منها شىء ، وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بها إلا بعد أن فاته من المقروء شىء.
وليحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة ، غير براءة ، لأن العلماء على أنها آية ، فإذا أخل بها كان تاركا لبعض الختمة عند الأكثرين ، فإن قرأ من أثناء سورة استحبّ له أيضا.
ولا تحتاج قراءة القرآن إلى نية كسائر الأذكار ، إلا إذا أنذرها خارج الصلاة ، فلا بد من نية النذر أو الفرض ولو عين الزمان. فلو تركها لم تجز.
ويسن الترتيل فى قراءة القرآن ، قال تعالى : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً).
وعن ابن مسعود قال : لا تنثروه نثر الدقل ، ولا تهذوه هذّ الشعر ، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكون همّ أحدكم آخر السورة.
وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزءين فى قدر ذلك الزمان بلا ترتيل ،