العارض مع ذى الواسطة وجودا (١) وجعل الضاحك العارض للانسان من العوارض الذاتية للحيوان (٢) بمحض اتحاد وجود الحيوان معه فكانه لاحظ مجرد صحة حمل الضاحك على الحيوان ـ ولقد عرفت انه لو كان المدار على ذلك (٣)
______________________________________________________
كلام طويل له والذى يراه حسما للاشكال اختيار التفصيل فى المقام وهو ان الخارج الاخص المفروض كونه واسطة فى العروض ان كان فى الوجود الخارجى متحدا مع المعروض كان ما يعرضه لاجله عرضا ذاتيا بالنسبة الى المعروض لما اشرنا اليه من ان واسطة العروض اذا كان وجودها الخارجى عين وجود المعروض وكانت المغايرة بينهما بالاعتبار وفى لحاظ اللاحظ كالجنس والفصل كانت واسطة فى الثبوت ايضا لا محاله وقد عرفت ان ما يعرض الشيء باعتبار وسائط الثبوت كلّها عرض ذاتى وان لم يكن من مقتضيات الذات مثل الحرارة العارضة للماء باعتبار النار التى هى واسطة فى الثبوت فالعارض بواسطة الخارج الاخص فى العروض انما يكون عرضا غريبا بالنسبة الى ذات المعروض اذا كان وجودها الخارجى غير وجود الذات بان يكونا فى الخارج موجودين بوجودين كالعارض والمعروض الخارجين مثل السطح والجسم ـ الى ان قال ـ اتحاد الواسطة وذى الواسطة والمعروض فى الوجود الخارجى والاتحاد يجعل العرضى ذاتيا اذ لو اسقطنا الواسطة ح امكن حمل العارض على المعروض ابتداء فيمكن ان يقال الحيوان متعجب من دون توسيط حمل ناطق عليه وان لم يكن النطق من مقتضيات ذات الحيوان بخلاف القسم الثانى فانه لما فرض مغايرة وجود الواسطة مع المعروض فى الخارج كان العارض بواسطتها عرضا غريبا للمعروض ضرورة عدم اتحاده مع المعروض بدون الواسطة مثلا لا يصح حمل الابيض على الجسم الا بعد ملاحظة حمله على السطح وحمله على الجسم اذ يمكن ان يقال ان الجسم الخارجى ليس بأبيض وانما الابيض هو السطح بخلاف الضاحك فانه محمول على الحيوان من غير توسيط حمل الناطق عليه فلا يصح ان يقال ان الحيوان الخارجى ليس بضاحك مطلقا الى آخر كلامه قدسسره.
(١) فيلائم مع كونه ضمنيا او متحدا معه بنحو من الاتحاد.
(٢) كما تقدم التصريح به.
(٣) فيستفاد من كلامه انه جعل المدار فى العرض الذاتى صحة الحمل والاتحاد فى الوجود فيلزم ان يكون جميع عوارض النوع والمقيد او عوارض الفصل عوارضا للجنس والمطلق بل لا فرق فى كون الواسطة امر مساو او اعم او اخص كما صرح فى كلامه فراجع فتدخل العلوم السافلة فى العالية ولا يلتزمون به ـ وهذا الوجه اوضح اشكالا لان عبارته كالصريح فى ان صحة الحمل والاتحاد فى الوجود يكون المدار فى العرض الذاتى فيكون