ومن هذا الباب (١) ايضا كل مورد اخذت الخصوصية فيه بنحو الجهة التعليلية نظير ما اشرنا اليه من مثل الفاعلية والمفعولية بالقياس الى الكلمة فان (٢)
______________________________________________________
نفس وجسم ثم العرض كل مقولة منه الى انواع والكل من مطالب ذلك العلم ومن لواحقه الذاتية مع ان ما عدا التقسيم الاول يتوقف على تخصص الموضوع بخصوصيّة او خصوصيات الّا ان جميع تلك الخصوصيات مجعولة بجعل واحد وموجودة بوجود فارد فليس هناك سبق فى الوجود لواحد بالاضافة الى الآخر كى يتوقف لحوق الآخر على سبق استعداد وتهيؤ للموضوع بلحوق ذلك الواحد المفروض تقدمه رتبة ما يصير هذا العرض عرضا له فان الموجود لا يكون ممكنا اوّلا ثم يوجد له وصف الجوهرية او العرضية بل امكانه بعين جوهريته وعرضيته كما ان جوهريته بعين العقلية او النفسية او الجسمية ففى الحقيقة لا واسطة فى العروض والحمل الذى هو الاتحاد فى الوجود بل الامكان يتحد مع الوجود بعين اتحاد الجوهر العقلى او النفسى او الجسمانى فى الوجود فليس هناك عروضان حتى يكون احدهما بالذات والآخر بالعرض بخلاف لحوق الكتابة والضحك للحيوان فانه يتوقف على صيرورة الحيوان متخصصا بالنفس الانسانية تخصصا وجوديا حتى يعرضه الضحك والكتابة وليس الضحك والكتابة بالاضافة الى الانسان كالعقلية والنفسية بالاضافة الى الجوهر بداهة ان انسانية الانسان ليست بضاحكيته وكاتبيته نعم تجرد النفس وما يماثله مما يكون تحققه بتحقق نفس الانسانية من الاعراض الذاتية للحيوان كالنفس الى آخر كلامه وهذا بخلاف الجوهر فانه متحد مع الجسمية او النفسية او العقلية كما ان الامكان متحد مع الوجود هذا.
(١) اى الاعراض الذاتية التى ذكرها صدر المتألهين من كون العرض ثابت للشيء ويوجب تخصصه به وبان يعرض بعد تخصص سابق دون ما يعرض على الموضوع بلا تخصص سابق ولا يكون سبق استعداد للموضوع بلحوق غرض مقدما رتبة على هذا العرض كالضحك المتقدم ـ فيقول المحقق الماتن قدسسره فيدخل تحت الاعراض الذاتية كلما يكون فى الاعتباريات من الجهات التعليلية وكان له ان يلحق به الجهات التعليلية ايضا وبعبارة اخرى ان اعراض النوع قد تكون ذاتية للجنس ان اقترن بحيثية تعليلية ولذا قال فى الاسفار ان عوارض النوع قد تكون ذاتية للجنس وقد لا تكون كذلك.
(٢) والوجه فى الالحاق ان ضابطة العرض الذاتى تشمل الجهات التعليلية فان العرض يعرض على ذات الكلمة كالرفع للكلمة مثلا من دون احتياج الى استعداد الموضوع لعرض يكون مقدما رتبه على ذلك العرض ـ واما الفاعلية فهى تكون من الجهات التعليلية وخارجة عن الموضوع لا ان معروض الرفع هى الكلمة المتخصصة بخصوصية الفاعلية او