بالاستعاذة إليه ـ سبحانه ـ فقط هناك (فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
قوله سبحانه : (امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ)
الإتيان ، بهذه الأوصاف للدلالة على الحجّة على صحّة اللوم ؛ فإنّ من كانت امرأة ، ثمّ لزوج مثل العزيز كان من الواجب أن لا تتعدّى زوجها ، وخاصّة إذا كان عزيز مصر ، وكان لها من العزّة والحشمة والخدارة ما ليس لغيرها ، وخاصّة إذا كان هواها في عبد من عبيدها ، وخاصّة إذا آل الأمر إلى المراودة والتعرّض ، فذلك هو الضلال الواضح والوقاحة الظاهرة ، ولذلك عقّب الكلام بقوله تعالى : (إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
قوله سبحانه : (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَ)
فإنّ لومهنّ إنّما كان مكرا منهنّ بها.
قوله سبحانه : (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً)
أي : هيّأت لهنّ متّكا يتّكين به ، فإنّهم كانوا يتّكئون للطعام والشراب تترّفا ؛ ولذلك ورد النهي عنه شرعا ، وقرىء متكا ، المتك ـ بضم الميم وسكون التاء ـ هو الأترج (١) وهو أنسب بقوله : (وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً).
قوله سبحانه : (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ)
حاش لغة في حاشا ، والجملة تنزيه لله ـ سبحانه ـ ، وكان المراد تنزيهه تعالى عن
__________________
(١). هي فاكهة معروفة يقال لها بالفارسية : ترنج.