قوله سبحانه : (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها)
في العلل : عن السجّاد ـ عليهالسلام ـ في حديث : أنّ الشاهد كان صبيّا زائرا لها في المهد. (١)
وفي تفسير القمّي : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : ألهم الله عزوجل يوسف أن قال للملك : سل هذا الصبيّ ؛ فإنّه سيشهد أنّه راودتني عن نفسي ، فقال العزيز للصبيّ ، فأنطق الله الصبيّ في المهد ليوسف. (٢)
أقول : ولما شاهد الملك من القميص ذلك ، وهو يدلّ على امتناع يوسف ، وأنّ القدّ إنّما وقع عند الاستدبار والفرار ، قال للملكة : (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ* يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) يعنى اكتم ذاك [وقال لامرأته :] (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ).
قوله سبحانه : (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ).
نعود إلى القصّة : لمّا كان من أمر يوسف والملكة ما كان ، شاع الخبر في المدينة ، وصارت النساء يتحدّثن بذلك في المجامع والمحافل فيما بينهنّ ، ويعيّرن بذلك الملكة مكرا بها ، على ما هو شأن أكثر النساء لشيوع خلق الحسد والعجب فيهنّ ، فإنّ كثرة شعفهنّ بالزينة والجمال واشتغالهنّ برسوم الغنج والدلال ، توجد فيهنّ إعجابا بالنفس ، وحسدا بالغير ، وطبيعتهنّ تساعد على ذلك بعض المساعدة ، والتجربة دالّة على ذلك.
__________________
(١). علل الشرائع ١ : ٤٨ ، الباب : ٤١ ، العلّة التي من أجلها امتحن الله عزوجل يعقوب ـ عليهالسلام ـ.
(٢). تفسير القمّي ١ : ٣٤٣.