أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) ، (١) وقال سبحانه : (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ* إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) ، (٢) وقال سبحانه : (فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) ، (٣) وقال سبحانه : (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ* أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ* فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ) ، (٤) إلى غير ذلك من الآيات.
وهذه أوصاف لم يصف ـ سبحانه ـ بها أحدا من عباده ، فهم المرتقون إلى أقصى درجات الممكنات المنزّهون عن سمات النقائض والهنات ، وسيجيء في موارد هذه الآيات ما يسع لنا من شرحها ، وقد تقدّم نبذة منها فيما تقدم.
قوله سبحانه : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها)
أي وجداه ، وتوصيف العزيز بالسيّد للتوطئة لما يتعقّبه من الاعتذار والعتبى.
قوله سبحانه : (قالَتْ ما جَزاءُ)
يعود إلى قصّة يوسف ، فلمّا امتنع يوسف همّت به الملكة ، فأفلت يوسف من يدها ، وقصد الباب ليفرّ منها ، فسبقته الملكة واجتذبته ، فانقدّ قميصه من خلف ، فإذا العزيز خلف الباب ، فلما رأته قالت : (ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ)، جعلت بهذا الكلام براءة نفسها عن المراودة ، وكذا سوء قصد يوسف ـ عليهالسلام ـ مفروغا عنه ، فابتدأت بجزاء يوسف لسوء قصده ، ثمّ أوردتها في صورة
__________________
(١). ص (٣٨) : ٨٢ ـ ٨٣.
(٢). الصافات (٣٧) : ١٥٩ ـ ١٦٠.
(٣). الصافات (٣٧) : ١٢٧ ـ ١٢٨.
(٤). الصافات (٣٧) : ٤٠ ـ ٤٢.