أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (١) والشاهد الذي شهد من أهلها حيث قال : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ)، والنسوة في المدينة إذ قلن : (حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ) ، (٢) والعزيز إذ قال : (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، ويوسف إذ قال : (هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي)، وإمرأة العزيز إذ تقول : (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ). (٣)
وقوله تعالى : (بُرْهانَ رَبِّهِ)
البرهان : هو الحجّة الساطعة ، ولمّا كان رؤية البرهان من آثار عبودية الإخلاص ، نسب ـ سبحانه ـ صرف السوء والفحشاء عنه إلى جانبه ، فقال :(لِنَصْرِفَ) إذ الانصراف إنّما كان بولاية الله ـ سبحانه ـ ، فله إليه حقّ الانتساب ، على أنّ الله ـ سبحانه ـ ينسب الحسنات إلى نفسه قال تعالى : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ). (٤)
قوله سبحانه : (الْمُخْلَصِينَ)
اسم مفعول ، وهم الذين أخلصهم الله ـ سبحانه ـ ، وخصّهم بنفسه ، كما قال تعالى : (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ) ، (٥) وقد وصف الله ـ سبحانه ـ المخلصين من عباده في كتابه بأوصاف لم يصف بها غيرهم ، فحكى عن إبليس ، فقال : (وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ
__________________
(١). ص (٣٨) : ٨٢ ـ ٨٣.
(٢). يوسف (١٢) : ٥١.
(٣). يوسف (١٢) : ٥١.
(٤). النساء (٤) : ٧٩.
(٥). ص (٣٨) : ٤٦.