قوله سبحانه : (الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها)
ذكر هذا الوصف للدّلالة على سلطتها وصعوبة التمرّد عن أمرها ، وكذا قوله سبحانه : (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ) فإنّ الغلق وكذا إتيان الفعل من باب التفعيل ، وكذا تعليقه بالأبواب ، وهو جمع محلّى باللّام مفيد الاستغراق ، كلّ ذلك للإشارة إلى شدّة الأمر عليه ـ عليهالسلام ـ.
قوله سبحانه : (هَيْتَ لَكَ) (١)
قوله سبحانه : (مَعاذَ اللهِ)
ولم يقل أعوذ بالله معاذا ، أو ما يؤدّي معناه ، كأنّه أراد بذلك سلب كلّ حوّل وقوّة عن نفسه ، وإيقاع نفسه تحت ولاية الله ـ سبحانه ـ محضا فلم ينسب الفعل إلى نفسه صريحا ، ويؤيّده قوله ـ عليهالسلام ـ بعده : (إِنَّهُ رَبِّي) فلم يذكر نفسه إلّا محاطا بالربوبية غير قائم على شيء برأسه وحيال نفسه ، فبيّن قوله ـ عليهالسلام ـ للملكة حين راودته : (مَعاذَ اللهِ)، وقول مريم للروح حين تمثّل لها : (أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ) (٢) فرق عظيم.
قوله سبحانه : (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ)
الضمير راجع إلى الله ـ سبحانه ـ لا إلى العزيز ، إذ هو الأنسب لمقام يوسف في التوحيد والولاية ، كما مرّ بيانه ، ولم ينسب يوسف ربوبيته لنفسه في غير المقام ،
__________________
(١). بياض في النسخة.
(٢). مريم (١٩) : ١٨.