حتّى أظهره عليهم
، وختمه بقوله : (قالُوا تَاللهِ
لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا).
والفصل
الرابع : يبيّن فيه لحوق
أبويه وإخوته به وختمه بقوله : (قالَ يا أَبَتِ هذا
تَأْوِيلُ رُءْيايَ) ـ إلى قوله ـ : (وَأَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ).
قوله سبحانه : (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ)
إضافته إلى يوسف ـ
مع كون إخيه أخا الجميع ـ يؤيّد ما ورد من الروايات : أنّ يوسف وبنيامين كانا من
أم واحدة.
وقوله تعالى : (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)
أي جماعة أقوياء ،
أحقّ بأن يحبّنا أبونا ويقدّمنا عليهما ، (إِنَّ أَبانا لَفِي
ضَلالٍ مُبِينٍ) لعدوله عن الصواب وتفضيله إيّاهما علينا ، وهذا ليس كفرا
منهم ؛ لأنّهم إنّما نسبوا أباهم إلى الضلال في السيرة والفعال دون القول
والاعتقاد ، كما يدلّ عليه قولهم : (وَتَكُونُوا مِنْ
بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ)،
وهذا القول الذي
أسرّوه بينهم ، وما قالوه لأبيهم ؛ ليختلسوا بذلك يوسف من يده بمنزلة الشورى منهم
، ثمّ القطع والإقدام بما قطعوا به ، والذي تدلّ عليه الآيات على خصوصيّات :
منها : أنّ بني يعقوب ما خلا يوسف وأخيه بنيامين كانوا أشدّاء
أقوياء أولي بأس وقوّة ، قوّاما على بيت يعقوب وغنمه ، وكان يوسف وأخوه صغيرين لا
يقومان بشيء ، غير أنّ يعقوب كان شديد الحبّ لهما وخاصّة ليوسف ، فكان لازما لنفسه
يقوم بأمره وحده ، لا يأمن عليه أحدا منهم في شأنه ، ولا يكله إليهم
__________________