دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ (١٩) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠) وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢١)]
قوله سبحانه : (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ)
محلّ هذه الآية من قوله سبحانه : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) (١) إلى أن : (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ) ، (٢) محلّ التخصيص بعد التعميم ، والتفضيل بعد الإجمال ، فإنّ شرح فعالهم أحد أركان هذه القصّة وفصولها المهمّة.
واعلم أنّ الله ـ سبحانه ـ بيّن هذه القصّة في أربعة فصول :
فالأوّل : يبيّن فيه ظلم إخوته وإلقائه في الجبّ ، وشرائهم إيّاه من السيّارة ، إلى أن حلّ في بيت عزيز مصر ، وختمه بقوله : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ).
والفصل الثاني : يبيّن فيه حاله في بيت العزيز ، وما جرى له مع إمرأته حتّى وقع في السجن ، ومكثه فيه ، حتّى خرج منه ، وختمه بقوله : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ). (٣)
والفصل الثالث : يبيّن فيه جعله على خزائن الأرض ، وما جرى له مع إخوته
__________________
(١). يوسف (١٢) : ٣.
(٢). يوسف (١٢) : ٣.
(٣). يوسف (١٢) : ٤.