حتّى أظهره عليهم ، وختمه بقوله : (قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا). (١)
والفصل الرابع : يبيّن فيه لحوق أبويه وإخوته به وختمه بقوله : (قالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ) ـ إلى قوله ـ : (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ). (٢)
قوله سبحانه : (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ)
إضافته إلى يوسف ـ مع كون إخيه أخا الجميع ـ يؤيّد ما ورد من الروايات : أنّ يوسف وبنيامين كانا من أم واحدة.
وقوله تعالى : (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)
أي جماعة أقوياء ، أحقّ بأن يحبّنا أبونا ويقدّمنا عليهما ، (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) لعدوله عن الصواب وتفضيله إيّاهما علينا ، وهذا ليس كفرا منهم ؛ لأنّهم إنّما نسبوا أباهم إلى الضلال في السيرة والفعال دون القول والاعتقاد ، كما يدلّ عليه قولهم : (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ)، وهذا القول الذي أسرّوه بينهم ، وما قالوه لأبيهم ؛ ليختلسوا بذلك يوسف من يده بمنزلة الشورى منهم ، ثمّ القطع والإقدام بما قطعوا به ، والذي تدلّ عليه الآيات على خصوصيّات :
منها : أنّ بني يعقوب ما خلا يوسف وأخيه بنيامين كانوا أشدّاء أقوياء أولي بأس وقوّة ، قوّاما على بيت يعقوب وغنمه ، وكان يوسف وأخوه صغيرين لا يقومان بشيء ، غير أنّ يعقوب كان شديد الحبّ لهما وخاصّة ليوسف ، فكان لازما لنفسه يقوم بأمره وحده ، لا يأمن عليه أحدا منهم في شأنه ، ولا يكله إليهم
__________________
(١). يوسف (١٢) : ٩١.
(٢). يوسف (١٢) : ١٠٠ ـ ١٠١.