النطق كما يظهر
ذلك من متفاهم العرف فمعنى الآية انا ما كنا قبل زمان النطق الذى هو زمان الوحى
الى النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم معذبين حتى نبعث رسولا من الرسل الماضية وان كان الاستقبال
فى قوله نبعث ملحوظا بالنسبة الى المضى فى قولنا ما كنا.
فحينئذ يكون الآية
اخبارا عن عدم تعذيب الامم بالعذاب الدنيوى قبل بعث الرسول اليهم فالآية اجنبية عن
بيان البراءة هذا هو الوجه الاول من وجوه الثلاثة التى ذكره الشيخ ره فى تقريب
الاستدلال بالآية الشريفة.
ولا يخفى انه على
هذا الوجه لما كان مجرى البراءة مختصا بما لا بيان فيه اصلا وكان الحكم العقلى
ايضا بيانا كالبيان النقلى توقف تقريب الدلالة على التصرف فى الآية الشريفة بتعميم
الرسول لما يشمل العقل لانه رسول من الباطن.
الوجه الثانى من
الوجوه الثلاثة المذكورة فى كلامه فى تقريب الاستدلال عليها هو ابقاء ظاهر الآية
على حالها من قصر البيان على الرسول الظاهرى وارتكاب تخصيص العموم بغير المستقلات
فان من استقل به العقل يستحق العذاب عليه ولو لم يبعث الرسول ولم يبين فيكون مفاد
الآية نفى التعذيب قبل بيان الرسول الظاهرى فيما اذا لم يكن بيان من العقل فيتم
بذلك الاستدلال على البراءة ويرتفع به اشكال عدم حجية العقل وعدم الملازمة على
القول بها بناء على اختصاص الآية بالرسول الظاهرى.
الوجه الثالث من
الوجوه الثلاثة المذكورة فى كلامه هو قصر البيان على الرسول الظاهرى والالتزام
بوجوب التأكيد وعدم حسن العقاب الا مع