«ومن أبصر بها بصّرته ومن أبصر إليها أعمته» (١) ، وقال ـ أيضا ـ : «إنّما الدنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر ممّا وراءها شيئا ، والبصير ينفذها بصره ويعلم أنّ الدار وراءها ، فالبصير منها شاخص والأعمى إليها شاخص والبصير منها متزوّد والأعمى إليها متزّود» (٢) ، الخطبة.
وهو قوله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا* ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) (٣). وقوله تعالى : (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) (٤).
هذا ما يعطيه كلامه سبحانه في حقيقة الدنيا ، وأمّا ما يصف حالها من فنائها وانقطاعها وغرورها وخيبة طالبيها ممّا يجري مجرى المواعظ ، فالكتاب والسنة مملوءان منه ، والله الهادي.
*
__________________
(١). نهج البلاغة : ١٠٦ ، قسم الخطب ، رقم ٨٢.
(٢). نهج البلاغة : ١٩١ ـ ١٩٢ ، قسم الخطب ، رقم ١٣٣.
(٣). النجم (٥٣) : ٢٩ ـ ٣٠.
(٤). الروم (٣٠) : ٧.