ونبيّ يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل إلى طائفة قلّوا أو كثروا كما قال الله (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١) ، قال يزيدون ثلاثين الفا ، ونبيّ يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل أولى العزم» ، الخبر (٢).
أقول : وقوله ـ عليهالسلام ـ في الطبقة الاولى : «منبأ في نفسه لا يعدو غيرها» أي يؤتى العلم بقذفه في قلبه من غير وساطة ملك أو روح كالصوت والرؤيا في المنام فإنه أيضا تكليم من الروح كما مرّ في الخبر عن البصائر وبهذا تتقابل الطبقة الأولى والثانية وقوله : «مثل ما كان إبراهيم على لوط» ، تمثيل للإمامة والإيتمام فقط والمراد بالإمامة في الرواية ولاية ، العزم دون مطلق الإمامة على ما مرّ من معناه في قوله تعالى : (قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) (٣) من سورة البقرة.
وبالجملة ، فالمحصل في الفرق بين الرسول والنبي من الروايات ما سمعت وهو مع ذلك فرق بحسب المصداق لا بحسب مفهوم لفظي النبي والرسول كما عرفت.
وهناك بعض أخبار لا يوافق ما نقلناه غير أنّها لا تخلو عن تشويش في متنها.
قوله سبحانه : (يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ)
في الكافي : عن محمد بن علي الباقر ـ عليهالسلام ـ : «لمّا أنزلت التوراة على
__________________
(١). الصافات (٣٧) : ١٤٧.
(٢). بصائر الدرجات : ٣٧٣ ـ ٣٧٤ ، الحديث : ٢٠.
(٣). البقرة (٢) ١٢٤.