يكون ضيقا وله منفذ يسمع منه ويبصر ، والحرج [هو] الملتئم الذي لا منفذ له ، يسمع به الصوت ولا يبصر منه (١).
وفي الاختصاص : عن آدم بن الحرّ قال : سأل موسى بن أشيم (٢) أبا عبد الله ـ عليهالسلام ـ وأنا حاضر عن آية في كتاب الله فخبّره بها ، فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها ، فخبّره بخلاف ما خبّر به موسى بن أشيم ، ثم قال ابن أشيم : فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأنّ قلبي يشرّح بالسكاكين وقلت : تركنا أبا قتادة [بالشام] لا يخطىء في الحرف الواحد : الواو وشبهها وجئت [ثمّ] لمن يخطىء هذا الخطأ كلّه ، فبينا أنا في ذلك إذ دخل عليه رجل آخر فسأله عن تلك الآية بعينها ، فخبّره بخلاف ما خبّرني وخلاف الذي خبّر به الذي سأله بعدي فتجلّى عنّي وعلمت أنّ ذلك تعمّد ، فحدّثت نفسي بشي فالتفت إلى أبو عبد الله فقال : «يا بن أشيم لا تفعل كذا وكذا فبان حديثي عن الأمر الذي حدثت به نفسي ، ثم قال : يا بن أشيم إنّ الله فوّض إلى سليمان بن داود فقال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٣) ، وفوّض إلى نبيه ، [ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٤) فما فوّض الى نبيّه] فقد فوّضه إلينا ، يا بن أشيم (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) ، أتدري ما الحرج»؟ قلت : لا ، فقال بيده وضمّ أصابعه : «هو الشيء المصمت الذي لا يخرج منه شيء
__________________
(١). معاني الأخبار : ١٤٥ ، الحديث : ١.
(٢). في نسخة : «أسمر» ، [منه ـ رحمهالله ـ].
(٣). ص (٣٨) : ٣٩.
(٤). الحشر (٥٩) : ٧.