حيث سكت عن حاله عند التزاحم ، فالنقص يرد على ذي فرض واحد دون ذي الفرضين ، وهو المنصوص عن أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ.
ففي الكافي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ في حديث ، قال ـ عليهالسلام ـ : «كان أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ يقول : إنّ الذي أحصى رمل عالج ليعلم أنّ السهام لا تعول على ستّة ، لو تبصرون وجهها لم تجز ستّة» (١).
وفيه أيضا عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : «قال أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ : الحمد لله الذي لا مقدّم لما أخّر ولا مؤخّر لما قدّم ، ثمّ ضرب بإحدى يديه على الاخرى ثمّ قال : يا أيّتها الامّة المتحيّرة بعد نبيّها لو كنتم قدّمتم من قدّم الله وأخّرتم من أخّر الله وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها الله ما عال وليّ الله ولا عال سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله ، ولا تنازعت الامّة في شيء من أمر الله إلّا وعند عليّ (٢) علمه من كتاب الله ، فذوقوا وبال أمركم وما فرّطتم فيما قدّمت أيديكم ، وما الله بظلّام للعبيد (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٣) (٤).
أقول : في الصحاح : عالج : موضع بالبادية بها رمل (٥). وقوله : «ما عال وليّ الله» ، من العيلة ، وقوله : «ولا عال سهم» ، من العول.
وفي الروايتين بيانان منه ـ عليهالسلام ـ لنفي العول ، وعن بيانه أخذ ابن عبّاس فيما روي عنه.
__________________
(١). الكافي ٧ : ٧٩ ، الحديث : ٢.
(٢). في المصدر : «عندنا»
(٣). الشعراء (٢٦) : ٢٢٧.
(٤). الكافي ٧ : ٧٨ ، الحديث : ٢.
(٥). الصحاح ، للجوهري ١ : ٣٣٠.