وقوله تعالى : (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ)
إستثناء ممّا يقبل ذلك وهي : (الْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ) والروايات على ذلك.
ففي العيون عن الرضا (١) ـ عليهالسلام ـ أنّه قال : (الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ) معروف ، (وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) يعني ما ذبح للأصنام ، وأمّا (الْمُنْخَنِقَةُ) فإنّ المجوس كانوا لا يأكلون الذبائح ويأكلون الميتة ، وكانوا يخنقون البقر والغنم فإذا إختنقت وماتت أكلوها ، (وَالْمَوْقُوذَةُ) ، كانوا يشدّون أرجلها ويضربونها حتى تموت ، فاذا ماتت أكلوها ، (وَالْمُتَرَدِّيَةُ) كانوا يشدّون أعينها ويلقونها عن السطح فإذا ماتت أكلوها ، (وَالنَّطِيحَةُ) كانوا يتناطحون بالكباش فإذا مات أحدهما أكلوه ، (وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) ، فكانوا يأكلون ما يأكله الذئب والأسد فحرّم الله ذلك ، (وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) ، كانوا يذبحون لبيوت النيران ، وقريش كانوا يعبدون الشجر والصخر فيذبحون لهما ، (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ) قال : كانوا يعمدون إلى جزور فيجزّءونه عشرة أجزاء ، ثم يجتمعون عليه فيخرجون السهام فيدفعونها إلى رجل ، وهي سبعة لها أنصباء وثلاثة لا أنصباء لها ، فالتي لها أنصباء : الفذّ والتوأم والمسبل والنافس والحلس والرقيب والمعلّى ، فالفذّ له سهم ، والتوأم له سهمان ، والمسبل له ثلاثة أسهم والنافس له أربعة أسهم والحلس له خمسة أسهم ، والرقيب له ستّة أسهم ، والمعلّى له سبعة أسهم.
والتي لا أنصباء لها : السفيح والمنيح والوغد ، وثمن الجزور على من لم
__________________
(١). في نسخة : «عن الباقر ـ عليهالسلام ـ» ، [منه ـ رحمهالله ـ]