أقول : فقوله : (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) ، يشير إلى أبي طعمة. وقوله : (وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) ، يشير إلى ما همّ به رسول الله وما كان لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ذنب كما قال تعالى : (وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ). وهذا مثل ما مرّ في قوله : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ) (١) ، أنّ المغفرة والعفو يتعلّقان بغير مورد الذنب. وسيجيء تمام البيان المتعلّق بذلك في مورده إن شاء الله.
وقوله : (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ)
عطف على التعريض بأبي طعمة.
وقوله : (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً)
إشارة إلى ما رمى به أبو طعمة لبيدا أو اليهودي.
وقوله : (لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ)
هم رهط أبي طعمة.
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ في حديث : «وقد بيّن الله قصص المغيّرين بقوله : (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) بعد فقد الرسول ما يقيمون به أود باطلهم حسب ما فعلته اليهود والنصارى بعد فقد موسى وعيسى من تحريف (٢) التوراة والإنجيل وتحريف الكلم عن مواضعه» (٣).
__________________
(١). النساء (٤) : ٩٨.
(٢). في المصدر : «تغيير»
(٣). الاحتجاج ١ : ٢٤٩.