لحيته وقال : هكذا أمرني ربّي». وما رواه الاثنان عن أنس أيضا «قال النبي صلىاللهعليهوسلم إذا توضأت فخلّل بين أصابع يديك ورجليك» (١) وما رواه الاثنان أيضا عن المستورد قال : «رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم يخلّل أصابع رجليه بخنصره» (٢) وما رواه الاثنان كذلك عن ابن عباس «أنّ النبي مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما» (٣) وما رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود عن المغيرة «أن النبي صلىاللهعليهوسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة وعلى الخفين» (٤) وما رواه أبو داود «أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال أسبغ الوضوء وخلّل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلّا أن تكون صائما» (٥).
٤ ـ وفي الأقوال المأثورة عن ابن عباس وغيره على ما جاء في الطبري والبغوي والخازن وابن كثير ما يفيد وجوب غسل المرفقين نفسهما وما يفيد عدم وجوب ذلك والاكتفاء بغسل اليدين إلى حد المرفقين. لأن صيغة الآية تتحمل هذا وتتحمل ذاك. وليس هناك أثر نبوي صريح وثابت في ذلك. وهذا جعل المسألة خلافية في المذاهب الفقهية.
٥ ـ وكما اختلف في دخول المرفقين في اليدين وعدمه اختلف في الكعبين أيضا لنفس السبب فكان غسلهما أو غسل الرجلين لحدودهما مسألة خلافية بدورها.
٦ ـ ولقد اختلف في الترتيب فمنهم من أوجبه ومنهم من لم يوجبه. والموجبون استندوا إلى ترتيب الآية من جهة وإلى الأحاديث في عملية وضوء النبي صلىاللهعليهوسلم من جهة. وهو الأوجه فيما يتبادر لنا.
٧ ـ ولقد اصطلح الفقهاء على تسمية غسل الوجه واليدين والرجلين ومسح الرأس أركانا أو فروضا وبقية العملية سنّة. ومنهم من قال إن من يفعل الأركان
__________________
(١) التاج ج ١ ص ٩١ ـ ٩٣.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.