الله مطلوب منه أن يؤدي شهادة لهذا الدين تؤيد الحق وتؤيد الخير الذي يحمله هذا الدين للبشر.
وهو لا يكون مؤديا حقيقة لهذه الشهادة حتى يجعل من نفسه. ومن خلقه. ومن سلوكه ومن حياته صورة حية لهذا الدين. صورة يراها الناس. فيرون فيها مثلا رفيعا. يشهد لهذا الدين بالاحقية في الوجود. وبالخيرية والافضلية على سائر ما في الارض من أنظمة وأوضاع وتشكيلات.
والمسلم المؤمن لا يكون مؤديا لهذه الشهادة حتى يجعل من هذا الدين قاعدة حياته ونظام مجتمعه وشريعة نفسه وقومه. فيقوم مجتمع من حوله تدبر أموره وفق هذا المنهج الالهي القويم. فهذا معنى شهادة الاسلام وهذا المعنى جدير بأن يتأمله كل من يدعي الاسلام كما هو في ضمير المسلمين الحقيقيين. ومن لم يؤد هذه الشهادة لدينه على وجهها الكامل فهو آثم قبله. فأما اذا ادعى الاسلام ثم سار في نفسه غير الاسلام. أو حاولها في نفسه ولكنه لم يؤدها في المجال العام. ولم يجاهد لاقامة منهج الله في الحياة ايثارا للعافية. وايثارا لحياته على حياة الدين. فقد قصر في شهادته أو أدى شهادة ضد هذا الدين. شهادة تصد الآخرين عنه. وهم يرون أهله يشهدون عليه لا له .. فالويل لمثل هذا المجرم الكذاب والمنافق المرتاب لادعائه انه مؤمن بهذا الدين وما هو من المؤمنين.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) سورة الصف آية ٨
ان القرآن كان يبني أمة مثالية. لتقوم على أمانة دينه في الارض ومنهجه في الحياة ونظامه في الناس ، وكان لابد له من أن يبني نفوسها أفرادا وجماعة ، ويبني عملها واقعيا ليتم ذلك لها في آن واحد.