وقال الآخر : وكذا أنا لما وجدت قوله (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) ليست من المعارضة ، وكانوا يسرون بذلك اذ مر عليهم الصادق عليهالسلام فالتفت اليهم وقرأ عليهم (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) فبهتوا.
١٧ ـ البرهان ١ / ٨ : عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن القرآن؟ فقال لي : لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الخالق.
١٨ ـ وفيه : وعن زرارة قال : سألت عن القرآن أخالق هو؟ قال : لا. قلت : أمخلوق؟ قال : لا ، ولكنه كلام الخالق يعني أنه الخالق بالفعل.
١٩ ـ بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن محمد ، وأحمد بن اسحاق عن القسم بن يحيى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان علي بن أبي طالب عليهالسلام كثيرا ما يقول : ما التقينا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله والتيمي وصاحبه وهو يقول (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ويتخشع ويبكي ، فيقولا : ما أشد رقتك بهذه السورة! فيقول لهما : انما رققت لما رأت عيناي ووعاه قلبي ، ولما رأى قلب هذا من بعدي يعني عليا عليهالسلام. فيقولان : أرأيت وما الذي يرى فيتلو هذا الحرف (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) قال : ثم يقول هل بقي شيء بعد قوله تبارك وتعالى (كُلُّ أَمْرٍ)؟ فيقولان : لا. فيقول : هل تعلمان من المنزول اليه بذلك؟ فيقولان : لا والله يا رسول الله. فيقول : نعم تكون ليلة القدر من بعدي فيقولان : نعم. قال : فهل تنزل الامر فيها؟ فيقولان : نعم. فيقول الى من؟ فيقولان : لا ندري. فيأخذ برأسي فيقول : ان لم تدريا هو هذا يدري من بعدي. قال : فان كان يفترقان تلك الليلة بعد رسول الله من شدة ما يدخلهما من الرعب.