الكسبي والتكويني بجميع شؤونه. والجمال في تصميم هذا الكون مقصود كالكمال في الانسان ذاته بل انهما اعتباران لحقيقة واحدة. فالكمال يبلغ درجة الجمال. ومن ثم يوجه القرآن النظر الى جمال السموات بعد أن وجه النظر الى كمالها.
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) وخصّ السماء الدنيا لعلها هي الاقرب الى الارض. ولعل المصابيح المشار اليها هنا هي النجوم والكواكب الظاهرة للعين. التي نراها حين ننظر الى السماء. فذلك يتسق مع توجيه المخاطبين الى النظر في السماء.
ومشهد النجوم في السماء جميل. يأخذ بالقلوب الى التفكير بخالق هذه النجوم وينتقل من عظمتها الى عظمة خالقها العظيم. وهناك المجموعات من النجوم المتضامنة والمتضامة. والمتناشرة. وهذا القمر الحالم الساهي بليله. والزاهي المتفتح للحياة ليلة تمامه وهذا الفضاء الوسيع الذي لا يمل البصر من امتداده. ولا يبلغ البصر آماده. انه الجمال الذي يملك الانسان ان يعيشه. اذا استعمل عقله ونبذ هواه.
والقرآن يوجه النفس الى جمال السماء. والى جمال الكون كله. لانه ادراك لجمال الوجود.
(وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ) فنحن نؤمن أن هناك خلقا اسمهم شياطين. وردت بعض صفاتهم في القرآن. وسبقت الاشارة اليها في هذا البيان. ولا نزيد عليها شيئا ونحن نؤمن ان الله جعل من هذه المصابيح التي تزين السماء الدنيا رجوما للشياطين في صورة شهب كما جاء في سورة أخرى. (وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ) فالرجوم في الدنيا وعذاب السعير في الاخرة لاولئك الشياطين. ولعل مناسبة ذكر هذا الذي أعده الله للشياطين في الدنيا والاخرة.