نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٨) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٩) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠) وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (١٢))
البيان : ان تبعة المؤمن في نفسه وفي أهله تبعة ثقيلة رهيبة. فالنار هناك وهو متعرض لها هو وأهله. وعليه ان يحول دون نفسه وأهله دون هذه النار التي تنتظر هناك. انها نار فظيعة مستعرة (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) الناس فيها والحجارة سواء. وهذا الانسان الكريم على ربه العظيم عند خالقه الذي خلق الكون وما فيه لاجله. وخلق الجنة وما فيها لاجله. اذا هو طغى على ربه واستكبر على خالقه. أصبح كالحجارة بدون أدنى قيمة بل في صورة عصيانه واجرامه قد خلق له سجنا من نار من دخله لا يخرج منه ابدا.
وما أفظعها من النار. انها توقد من الناس والاحجار. وما أشده عذابا هذا الذي يجمع الى شدة الفزع. المهانة والحقارة. وكل ما يلابسها فظيع (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ).
(لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ) فمن خصائصهم طاعة الله فيما يأمرهم. ومن خصائصهم القوة الهائلة.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) فليس اليوم يوم اعتذار. انما هو يوم الجزاء على ما كان من عمل. وقد علمتم ما تجزون عليه بهذه النار ـ نار موقدة تتطلع على الافئدة ـ
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) هذا هو مبدأ