بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢))
البيان : (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) انه يصور مشهدهم يوم القيامة في وضع مزر مهين وهم يحلفون لله كما كانوا يحلفون للناس (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ) فهم على اهواء لا يستندون الى شيء ويدمغهم بالكذب الاصيل (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ) ثم يكشف عن علّة حالهم هذه. فقد استولى عليهم الشيطان كلية (فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ) والقلب الذي ينسى ذكر الله يفسد ويتمحض للشر. (أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ) الخالص للشيطان الذي يقف تحت لوائه وينفذ غاياته.(أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ).
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) وهذا وعد الله الصادق الذي كان والذي لا بد ان يكون على الرغم مما قد يبدو أحيانا من الظاهر الذي يخالف هذا الوعد الصادق.
والمؤمن يتعامل مع وعد الله على انه الحقيقة الواقعة. فاذا كان الواقع الصغير في جيل محدود. وحين ينظر الانسان اليوم الى الحرب الهائلة التي شنها اعداء الايمان على أهل الايمان في صورها المتنوعة. ولم يزل الأيمان يرتفع ويعلو ولو في بعض افراده المخلصين. فلا يخالج المؤمن شك في أن وعد الله هو الحقيقة الكائنة التي لا بد ان تظهر في الوجود. وان الذين يحادون الله ورسوله هم الاذلون ولو ملكوا الدنيا بأسرها فبعد لحظات سينحدرون في مهاوي جهنم ولهيبها الذي لا يطاق ولا يخفف ولا يزول أبد الآباد.
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
وما يجمع انسان في قلب واحد حبين وودين. ودّا لله ولرسوله