(وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فمن ينفق فانما ينفق لنفسه. ومن يستجب فانما يستجيب لمصلحته. والله هو الغني. فما به من حاجة الى العباد الفقراء اليه حتى في قيامهم وقعودهم.
(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ) فالرسالة واحدة في جوهرها. جاء بها الرسل ومعهم البينات على صدقها وصحتها. ومعظمهم جاء بالمعجزات الخوارق (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ). هذا الميزان الذي أنزله الله في الرسالة هو الضمان الوحيد للبشرية من العواصف والزلازل.
اذن فلا بد من ميزان ثابت يثوب اليه من البشر. فيجدون عنده الحق والعدل والنصفة بلا محاباة. (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) فبغير هذا الميزان الالهي الثابت في منهج الله وشريعته. لا يهتدي الناس الى عدله أبدا وان اهتدوا اليه لم يثبت في أيديهم ميزانه.
(وأنزلنا من (الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) كلاهما يشير الى ارادة الله وتقديره في خلق الاشياء والاحداث. فهي منزلة بقدره وتقديره. فوق ما فيه هنا من تناسق مع جو الاية.
أنزل الله الحديد (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) وهو قوة في الحرب والسلم.(وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ). وتكاد حضارة البشر القائمة الان تقوم على الحديد.(وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ). وهي اشارة الى الجهاد بالسلاح تجيء في موضعها.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٢٦) ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٢٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ