انها لعجيبة غريبة. واذا هذا الانسان ذكر أو انثى. كيف تمت هذه العجيبة التي لم تكن ـ لو لا وقوعها ـ تخطر على الخيال. وأين كان هذا الانسان المركب المعقد أين كان كامنا في نطفة سخيفة. بل في واحدة من ملايين أمثالها (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).
وأي قلب بشري فيه أدنى ادراك يقف أمام هذه الحقيقة الهائلة العجيبة. ثم يتمالك أو يتماسك. دون أن يمجد هذا الخالق العظيم الذي خلق من النطفة الصغيرة.
(الزَّوْجَيْنِ : الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) النشأة الاخرى غيب خفي. ولكن أولي الالباب تراها وتعتقد بها أكثر من اعتقادها بما تراه العيون المبصرة.
فالذي خلق الزوجين الذكر والانثى. قادر على أن يحيي الموتى ويعيد الرفات عظاما وهو أهون عليه. وله المثل الاعلى. وانما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
(وانه (رَبُّ الشِّعْرى) الشعرى نجم أثقل من الشمس بعشرين مرة. ونوره خمسون ضعفا من نور الشمس. وهي أبعد من الشمس بمليون ضعف عن الشمس فمن كان يعرف ذلك في وقت أخبر عنه هذا القرآن المجيد قبل (١٤) قرنا قبل أن يتوصل الى معرفته هذا البشر.
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَثَمُودَ فَما أَبْقى) انها جولة سريعة تتألف من وقفة قصيرة على مصرع كل أمة. فعاد وثمود وقوم نوح يعرفهم قارىء القرآن في مواضع شتى. والمؤتفكة هي أمة لوط. ودمرها في الهاوية. (فَغَشَّاها ما غَشَّى) بهذا التجهيل تتراءى من خلاله صور التدمير (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) فلقد كانت اذن تلك المصارع آلاء لله وأفضالا.