كانوا يكرهون ولادة البنات لهم ومع هذا لم يستحيوا ان يجعلوا الملائكة اناثا. وهم لا يعلمون عنها شيئا .. وان ينسبوا هؤلاء الاناث الى الله تعالى.
(إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) هذه الاسماء التي هي : (اللَّاتَ. وَالْعُزَّى. وَمَناةَ) وغيرها وتسميتها آلهة كلها أسماء لا مدلول حقيقي لها. ولم يجعل الله لكم حجة فيها. (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ) فلا حجة ولا دليل ولا برهان على صحتها.
(وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) فلا عذر لهم عن اتباعه والسير على ضيائه وصراطه.
(فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) فلا ننس ان نلحظ هنا تقديم الاخرة على الاولى لمراعاة القافية فالجمال في الكون كله يتناسق مع الوظيفة ويؤاخيها. فاذا خلص الامر كله لله في الاخرة والاولى فان أوهام المشركين عن شفاعة الهتهم باطلة. لا تنفعهم شيئا. وان كانوا يعلمون ذلك.
(فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا) هذا الامر بالاعراض عمن تولى عن ذكر الله. موجه ابتداء الى الرسول ص وآله. وهو موجه بعد ذلك الى كل مسلم. يواجهه ماواجه النبي ص وآله.
والمؤمن بالله وبالاخرة لا يستطيع أن يشغل باله بما هو لا ينفعه تذكيره الا على سبيل اقامة الحجة عليه. لان بيان الحقائق واجبة لمن ينقبلها لينتفع بها ولغيره للحجة عليه.
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) وقد علم أن هؤلاء ضالون فلم يرد لنبيه ص وآله ان يشغل نفسه معهم. ولا أن يصاحبوه.