(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) ثم يعلن خلودهم في جهنم أبدا.
(فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها) وكأننا نسمع صرير أبواب جهنم توصد على أهلها المعذبين.
(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
* * *
ـ ٤٦ ـ سورة الاحقاف آياتها (٣٥) خمس وثلاثون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (٣) قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (٥))
البيان : هذا هو الايقاع الاول في مطلع السورة. وهو يلمس العلاقة بين الاحرف العربية التي يتداولها كلامهم. والكتاب المصوغ من جنس هذه الاحرف على غير مثال من كلام البشر. وشهادة هذه الظاهرة بانه تنزيل من الله العزيز الحكيم. كما يلمس العلاقة بين كتاب الله المنزل من عنده. وكتاب الله المنظور المصنوع في هذا الكون. الذي تراه العيون وتقرؤه القلوب. وتأنس برؤيته بصائر المتقين.
وكلا الكتابين قائم على الحق وعلى التدبير. فتنزيل الكتاب (مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وكلا الكتابين مفتوح معروض على الاسماع والافئدة والانظار. ينطقان بقدرة الله تعالى ويشهدان بحكمة خالقهما