يزيده ويعوضه بأكثر مما يأخذه بلا شرط بينهما. فان أعطاه اكثر مما أخذه على غير شرط بينهما. فهو مباح له. وليس له ثواب عند الله فيما أقرضه. وهو قوله : (فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ) وأما الربا الحرام فالرجل يقرض قرضا ويشترط أن يرد أكثر مما أخذه. فهذا حرام).
(وما أوتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون).
(الاضعاف من الثواب في القرض الذي يكون لوجه الله. وعن الصادق (ع) قال :
(على باب الجنة مكتوب القرض بثمانية عشر ضعفا. والصدقة بعشر) ، هذه هي الوسيلة المضمونة لمضاعفة المال. اعطاؤه بلا مقابل. وبلا انتظار رد زائد من الذي أقرضه. وانما هي اراده وجه الله. أليس هو الذي يبسط الرزق ويقدر. وهو الذي يضاعف المنفقين لوجه الله تعالى.
(اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ. ثُمَّ رَزَقَكُمْ. ثُمَّ يُمِيتُكُمْ. ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ..) هو يواجههم بواقع أمرهم وحقائق حالهم التي لا يملكون ان يماروا في أن الله وحده هو موجدها. وهو الذي خلقهم وانه الذي يرزقهم.(هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ) وكيف يمكنهم الجواب العجز ظاهر واضح لكل ذي رشد (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ثم يكشف لهم عن ارتباط أحوال الحياة وأوضاعها بأعمال الناس.
(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٤٥))